نصائح لتواصل فعال بين حواء وآدم

نسبة كبيرة من مشكلات الزوجين في العلاقة هي سوء التواصل بينهم، الذي يؤدي في كثير من الأحيان لاشتعال النيران بينهم، وربما لا تخمد بأي شكل.

ومن الملاحظ في علاقات زوجية كثيرة هي أن الزوج والزوجة لا يوجد تواصل بينهم بالشكل الكامل، فكل واحد منهم في واديه، الرجل منهمك في العمل وربما مع أصدقائه أيضا، والزوجة منهمكة في بيتها وأولادها وعملها إن كانت تعمل، ولا تتقابل الوجوه إلا عند النوم مثلا، أو لا يكون الحديث إلا عن الأولاد وعن احتياجات المنزل، الرسائل النصية بينهما عبارة عن طلبات للبيت والأولاد.

وهكذا تستمر العلاقة بجفاء شديد، تكثر معه المعارك الكلامية والخلافات التى قد تؤدي في وقت ما إلى الطلاق وإنهاء العلاقة بالكامل ويصعب الحفاظ على أي نوع من أنواع الود أو الحب الذي قد ذهب ولم يعد.

أين يذهب الحب؟

الحب مشاعر تتولد بين الطرفين وولادتها ليست هي المعضلة، المعضلة هي الحفاظ على هذه المشاعر وتغذيتها طوال الوقت، مثلما شبه أحدهم الحب بالنبات الذي يتطلب رعاية واهتمام دائم، وإن غفلنا عنه واهملناه ذهب ومات .

إذن في علاقتنا الزوجية لابد لنا أن نغذي الحب بيننا بمواقف وتواصل فعال وجيد، يقينا من الوقوع في شراك الفتور العاطفي، ويساعدنا على استمرار الحياة الزوجية بيننا بمودة وحب.

فلا تنتظر من قصة حب ألهمت الجميع أن تكمل إلا في وجود مجهود مشترك من الزوجين، فلا يوجد علاقة زوجية "ناجحة" إلا وكان هناك مجهود ومسئولية كل طرف، واعني الزيجات الناجحة وليست التى تبدو من الخارج جميلة ومن الداخل مهشمة.

فكل علاقة بين طرفين لابد لها من مسئولية مشتركة إذا نجحت أو فشلت، فلا يمكن أن نعلق النجاح والفشل على طرف واحد.

والاعتراف بهذه المسئولية والبحث عن سبل تقويتها ودعمها من الأمور الهامة لكل زوج وزوجة يبحثون عن حياة زوجية سعيدة، تحدث مشكلات وتحديات بينهم بالفعل وتمر العلاقة بمنحيات طبيعية، ولكن قوة تواصلهم ومسئولياتهم تجعلهم يعبرون هذه التحديات بأمان من دون خسارة أنفسهم.

فلا الأمان المادي هو الذي يضمن استقرار العلاقة، ولا الأولاد ولا أي شئ سوى الجهد المبذول والمسئولية المشتركة لكل طرف.

تواصل فعال

فكيف لنا أن نتواصل تواصلا فعالا يزيد من مساحة الحب والود ويقلل من المشكلات ويسد ثغرات الخلاف.. يقول دكتور أوسم وصفي في كتابه "صحة العلاقات" أنه من المهم جدا تحديد الهدف من التواصل، فإذا كان الدافع من التواصل هو المعرفة فأكون على حرية أن اسأل أو أعلم من أمامي بما أريد واسمعه باهتمام وإن كان الدافع هو الحماية فهنا أكون على استعداد دوما عن دفع التهم عني وإسقاطها وربما ألقي بها على شريكي فأنا أريد أن احمي نفسي من سهام كلامه، فبالتالي احرص على عدم بدء الكلام بصيغة هجوم أو اتهام لأنك بذلك تدفع الطرف الأخر لكي يحمي نفسه ويشتغل الخلاف.

فمن المهم أن نأخذ في الاعتبار ثلاثة أمور ونحن نتواصل مع الشريك

-هل تمارس التواصل بالكلام بما يكفي؟

-ما هي الرسائل التي ترسها للشريك ؟

-كيف تستمع للشريك الأخر؟

فربما تفترض أنك وضحت ما تريده وهو لم يتضح بكلامك بشكل صحيح، فعبر بوضوح عما تريده، على سبيل المثال زوجة تريد أن تخرج مع زوحها بمفردهم، فلابد لها هنا ألا تشتكي من أنها حبيسة المنزل ولا يفكر فيها وهي لا تمثل له شئ ولا يهتم باحتياجتها، فالأفضل لها أن تعبر عما تشعر به وتطلبه " أنا أشعر إنني بحاجة لهذا الوقت سويا" وتعبر عن احتياجها بوضوح.

وعلى الطرف الأخر أن يكون مستمعا جيدا إيجابيا وليس سلبيا، يستمع ويركز وربما يعيد ما فهمه على الأخر لكي يتأكد، ولا يفترض افتراضات لم يتفوه بها الأخر، وربما أن يرسل لها بعض الرسائل الإيجابية مثل " أنت تقومين بمجهود كبير في المنزل" فهذه الرسائل من شأنها ضخ المشاعر الإيحابية وطرد أي ثغرة لوجود مشكلة أو سوء فهم.

فإذا ركز كل طرف جيدا فيما يوصله من مشاعر وكلام للشريك يقضى على نسبة كبيرة من الصراعات والخلافات ويحافظ على حالة الود والسلام في البيت وهو ما يطمح له كل زوج وزوجه بالطبع