خطوات لتعليم طفلك الانضباط والآداب
حتى تغرس في أطفالك مبادئ وقيم التربية السلمية بما فيها من أسس الانضباط والنظام والآداب، لا بد أن تكون هذه المبادئ والأسس مغروسة ومتمثلة في أفعالك وتعاملاتك وأساليبك معهم، لأنهم يقلدون ما تقوم بفعله، وتعليم وتربية الأطفال ليس لها حدود، ولكن كلما بحثت وعرفت وتعلمت ومارست الأساليب السليمة بدورك كقدوة لأبنائك، ستقوم بتعليم وتربية طفلك بالقواعد السليمة قدر الإمكان، وأنت بهذه الطريقة تساعده على أن يبني شخصية سوية في الكبر، وإن أحسنت صنع هذه التربية ستكون قد أديت دورا كبيرا من حياتك تجاه ابنك...
نصائح للانضباط
نعرض لكم بعض النصائح والخطوات لتعليم طفلك الانضباط والنظام:
أولًا: نكرر دائمًا الآباء والأمهات هم القدوة الأولى لأبنائهم، وعلى ذلك لا بد أن يرى طفلك منك أنت النظام في البيت حتى يقوم هو بتقليدك قبل اتباع أوامرك، ويلاحظ التزامك بالمواعيد والوعود التي تتفوه بها سواء مع أهل بيتك أو في الخارج.
ثانيًا: عود طفلك على أن يقوم بتنظيم أمور حياته في السنوات المُبكرة من عمره، فمثلًا قم بتعليمه ( ترتيب غرفته وأدواته بنفسه، أن يرتب ألعابه بعد الانتهاء من اللعب، أن يساعد في تنظيم بعض الأمور المنزلية كوضع الأشياء في أماكنها الصحيحة، عوده على الاستئذان، والتسمية قبل الأكل مع الأكل مما يليه، تعويده على غسل يديه قبل الأكل وبعده ...).
ثالثًا: إذا لم تُعوِد الطفل على التعامل والتصرف بصورة مناسبة وحسنة، فلا تنتظر منه أن ينضبط في شي، لذلك فعليك أن تعلمه وتتعامل معه برفق ولين لكي يحب ما يفعله.
رابعًا: يجب أن تتفق أنت وشريكك على عمل جدول وقواعد معينة يلتزم بها الأبناء وكل أفراد الأسرة، فهذه الأمور تجعل الأطفال يشعرون بأمان أكثر وتحمل المسئولية.
رابعًا: لا تتسرع في إصدار الأحكام والعقاب على الطفل عندما يُخطئ، ولكن حاول أن تجعل حُكمك وعقابك مولائما للتصرف الخاطئ، ومن الُمفضل أن تكتفي بلفت نظره ليعرف خطأه وتنبهه للتصرف الصحيح، حتى لا يكرر هذا الخطأ مرة أخرى ويكون منضبط في أفعاله بعد ذلك.
خامسًا: قم بتعليق جدول لتنظيم الأعمال بالأوقات المحددة مع ساعة كبيرة في غرفة الأبناء، حتى يدركون قيمة الالتزام بالمواعيد ويتعودون عليها كجزء من حياتهم.
قواعد البيت
من الأشياء اللطيفة التي يُمكن اتباعها في بيتك مع أسرتك وأطفالك، لتحثهم على النظام والالتزام وممارسة أساليب التربية بصورة مختلفة تحببهم بها، هي أن تقوم مثلًا بتعليق لوحة أو برواز مصنوع خصيصًا ومكتوب عليه "قواعد البيت"، وبالطبع بإمكانك أن تختار الأمور الأساسية التي تريد أن يتبعها أبنائك بشكل أساسي في حياتهم، كالآتي:
- آداء الصلوات في وقتها والدوام على الأذكار.
- كل شخص مسئول عن خدمة نفسه.
- الأسرة مُقدمة على أي أحد.
- الحب والاحترام المتبادل.
- اختر ألفاظك بعناية.
- قل شكرًا ولو سمحت وأسف.
- مستلزماتك وغرفتك مسئوليتك.
آداب يجب أن يتعلمها الطفل
هناك العديد من الآداب التي يجب أن يتعلمها الأطفال ويعتادون عليها من الصغر، حتى يلتزمون بها مدى حياتهم ويجعلوها جزء لا يتجزأ عنهم، لذلك نعرض إليكم بعض الآداب الأساسية التي لا بد من تعليمها للأطفال، وهي كالآتي:
- آداب الطعام والشراب:
عند الشرب علمه أن يمسك الكوب بيده اليمنى ويشرب على ثلاث مرات ويقول بسم الله.
عود طفلك على غسل اليدين جيدًا قبل تناول الطعام وبعد الانتهاء من الأكل.
التسمية عند البدء في تناول الطعام، واستخدام اليد اليمنى في الأكل.
علمه أن يأكل من أمامه وليس من منتصف الطعام.
عدم النفخ في الأكل والشراب الساخن، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النفخ في الطعام الشراب.
بعد الانتهاء من الطعام عوده وعلمه أن يشكر الله على نعمته وفضله ويحمده عليها، حتى يستشعر قيمة النعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أكل طعامًا فليقل: الحمدلله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين، الحمدلله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة".
- آداب الدخول والخروج من الحمام:
عند الدخول إلى الحمام، علم طفلك قول دعاء الدخول، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث.
عند الخروج من الحمام يقول، الحمدلله الذي أذهب عني الأذى وعافاني.
- آداب الدخول والخروج من المنزل:
إلقاء السلام عند الدخول أو الخروج من المنزل. قول دعاء الخروج "بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أُضل أو أزل أو أُزل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يجهل علي. قول دعاء الدخول إلى المنزل، بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى ربنا توكلنا.
- آداب النوم:
علم طفلك أن ينام مبكرًا، ويستيقظ مبكرًا، وأن ينام على طهارة فيتوضأ قبل أن ينام ويغسل أسنانه.
عند النوم، عوده أن ينام على جانبه الأيمن ويقول دعاء النوم، باسمك اللهم أموت وأحيا، باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظهـا بما تحفظ بـه عبـادك الصـالحين.
عند الاستيقاظ من النوم يقول، الحمدلله الذي أحيانا بعد ما أماتنا إليه النشور.
وأخيرًا لا تستهن في تربية وتعليم طفلك منذ الصغر حتى يترسخ في عقله وفي قلبه وحياته ما يتعمله، وتذكر إنك أنت بالنسبة له قدوته الأولى.