10 نصائح للآباء كى لا تتحول الىATM

يشعر الكثير من الآباء بالغبطة من دور الأم في حياة أطفالها، والاحتفاء بمجهودها، ويرون أن دورهم لا يحظى بالتقدير الكافي، ويحصرهم الأبناء في دور الـ ATM  فقط، فالجميع يعرف أن الحياة الزوجية لها شريكين أساسين وأن مركب الزواج لا تبحر جيدا إلا بهما سويا، فما الذي حدث؟

منذ أيام مرت ذكرى الاحتفال بيوم الأب، والذي من المفترض أن يكون احتفالا مثله مثل "عيد الأم" ولكن هذا لما يحدث، فهي لا تعد مناسبة مهمة بعض الشئ في مجتمعنا، وربما لا نتذكر موعدها ونتذكرها فقط عبر منشور على فيس بوك أو قراءة خبر عابر.

هل اختلف دور الأب عما كان، هل تغيرت الصورة النمطية للاب؟

اختفت الصورة التقليدية

كانت صورة الأب المعروفة أنه من يقوم على رعاية الأسرة ومسئول عن أفراد عائلته الكبيرة والصغيرة، ويسعى لتوفير الموارد المالية لهم وتوفير حياة كريمة، ولكن لم يقتصر الدور على ذلك، فإذا استدعينا صورة الأب لدينا ونحن صغار، نجد أن الأب كان يعود من عمله عصرا على أقصى تقدير وتجتمع العائلة على مائدة الغداء ويتبادلون الحديث حول يومهم وماذا فعلوا في المدرسة، وبعد وقت الغداء من الممكن أن يساعدهم في عمل الواجبات المدرسية، أو يقوم بإصلاح مصباح أو كرسي في البيت، بشكل عام يكون "متاحا" غير منعزل عن بيته وما يدور فيه 

أما الآن في إيقاع الحياة السريع والضاغط بعض الشئ على الآباء وإرهاقهم في البحث عن الأمان المادي، أصبحت صورة البيت غير ذلك، فالأب يعود من عمله متأخرا، حسب طبيعة عمله، فلم تعد الوظيفة الحكومية هي المتاحة، والقطاع الخاص بكل أشكاله يلزم بالعمل لساعات طويلة، وربما يضطر الأب للعمل بوظيفتين حتى يحقق لأسرته احتياجاتها، وحتى إذا كان له عمل خاص به فهو مضطر لقضاء وقت طويل خارج المنزل، وتكون الأم هي التى تراعي الأبناء وشئون البيت في غياب زوجها، وفي حالات أخرى يضطر الزوج للسفر خارج دولته وهنا يقتصر دوره على مكالمات صوتية ومكالمات فيديو وفقط.

فإذا كان الأمر كذلك، فكيف تلتقي الأسرة ويعود دور الأب موجودا وحاضرا في ذهن أولاده؟


كيف تكون حاضرا؟

بكل تأكيد نسأل الله العون لكل أب يسعى على أسرته ويحاول أن يوفر لهم سبل معيشه كريمة، ولكن نحاول في هذا المقال أن نساعدك بأفكار تكون "حاضرا" فيها مع أسرتك حتى وإن كان الوقت قليلا بعض الشئ، فيمكنك أن تحقق جودة كبيرة منه ستنعكس إيجابيا على أولادك وزوجتك وجو المودة في بيتك.. فإليك بعض المقترحات ويمكنك أن تشاركنا فكرة تفعلها لتفعيل دور مشاركتك في المنزل ونستفيد بها

-       ثبت موعد لتناول على الأقل وجبة في المنزل، فإذا كان موعد الغداء مستحيلا للتجمع لاختلاف موعد عودة الأولاد من المدرسة مثلا وموعد عودتك من العمل فمن الممكن أن تثبت وجبة الفطار أو العشاء وهي ستكون فرصة جيدة للحديث مع بعضكما

-       احرص على إجراء مكالمات تليفونية ورسائل مع زوجتك وأولادك خلال اليوم تعرف أخبارهم وتعبر عن اهتمامك وشوقك لهم ومتابعة أخبارهم

-       شارك أسرتك على وسائل السوشيال ميديا، فابنك يكون في منتهى السعادة إذا قمت بكتابة تعليق له على صورة أو منشور له على فيس بوك مثلا، ويمكن أن تكتب لهم وتنشر بعض الذكريات، وهذه الآلية تناسبك عزيز الأب حتى وأن كنت مسافرا خارج البلاد وفيها نوع من المشاركة الجميلة التى تسعد أولادك، ويمكنك فعل هذا الشئ أيضا مع زوجتك وسترى سعادتها بمتابعتك لها.

-       ثبت لك بعض المهام المنزلية التى تفعلها كل يوم ويعرف الجميع أنها من مسئولياتك حتى وإن كانت بسيطة مثلا إحضار بعض الطلبات من السوبر ماركت، الاعتناء بالنباتات المنزلية، تصليح عطل ما، المهم أن تكون لك مهمة يعرف الأولاد أنك من يستطيع فعلها .

-       حاول بعد أيام عمل طويلة بلا راحة أن تجلب لهم شيئا عرفت أنهم يحتاجونه من والدتهم مثلا، فهذا من شأنه أن يعطي لهم شعور أنك تشعر بهم ومهتم لأمرهم ويوفر قدرا من الأمان النفسي الهام لهم

-       اسمع لهم جيدا وخصص وقتا لذلك وحتى إذا كان ساعة أسبوعيا، ولكن المداومة عليه سوف تنشأ علاقة جميلة بينك وبين أسرتك

-       حاول أن تذهب لمدرستهم وتسأل عن أحوالهم فيها فكل الأطفال يكونوا في سعادة بالغة عندما يأتي لهم والدهم في المدرسة ويتعرف على المدرس المحبب لهم مثلا أو يحل لهم مشكلة ما مع صديق لهم أو حتى يتابع يومهم العادي.

-       حاول أن تستعيد مع أسرتك قدسية يوم الأجازة ولا تسقطها من حساباتك، فيوم في الأسبوع الجميع فيه في المنزل ويخططون لنزهة أو لقضاء وقت مشترك في تحضير طعام جديد والتجمع لمشاهدة فيلم كل هذه من شأنها إضفاء يوم مختلف يترسخ في أذهان أسرتك أن اليوم لهم، وإذا استطعت أن يكون هذا مثلا في يوم الجمعة وتصطحب أولادك للصلاة وتبدأ اليوم معهم في تحضير فطار مخصص لليوم، فكثير منا يحمل مثل هذه الذكريات في عقله منذ الطفولة وتشعره بالدفء والأمان النفسي، فاحرص على استعادة هذه المشاعر مع عائلتك.

-       لا تنس المناسبات الهامة لهم مثل عيد الميلاد أو موعد مبارة هامة لهم أو حفل تخرج ولا تغيب عنهم قدر المستطاع.

-       حاول أن تصطحب كل واحد منهم على حدا في نزهة أو عشاء خاص بهم وتبادل معهم الحديث كصديقين فتكون قد قدمت لهم وقت خاص وسوف تجد منهم تقديرا كبيرا لذلك

أخيرا دورك كأب دور عظيم ومسئولياتك المادية وضغوطات الحياة صعبة نعلم ذلك، ولكن لا تحرم نفسك من متنفس ووقت جميل مع أسرتك التى أنعم الله بها عليك وكلفك بدور الرعاية لهم على كل المستويات وليس الجانب المادي فقط