30 قاعدة تربوية تشكل حياة طفلك
"مبروك المدام حامل"، "مبارك سوف يأتيك طفل جديد"، كل هذه العبارات وغيرها، ينتظرها الكثير بفارغ الصبر ، لكي ينعموا بالذرية الصالحة التي طالما حلموا بها، وهو شعورملح عند الإنسان أن يصير أبًا أو أمًا، وأن تكون له ذرية تخلد اسمه في الحياة.
ويدعو الجميع بالذرية الصالحة، التي يمتد نفعها لما بعد موته، مصداقًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم"إذا مات ابن آدم انقطع عمله من الدنيا إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، رواه مسلم.
ويفترض الجميع أنهم بمجرد ولادة الطفل، فقد صاروا مؤهلين لتربيته والتعامل معه، وأنهم يعرفون كل شيء عن "حقائق التربية"، وهذا خطأ عظيم، عواقبه على الطفل وشخصيته ونفسيته، أكثر من منافعه.
فلأساليب التربية"دور عظيم" في تشكيل شخصية الإنسان الوليد، واليوم عزيزي الأب وعزيزتي الأم قبل أن تبدأوا"رحلة التربية"، نضع بين يديكم "ثلاثون حقيقة تربوية" من نتاج الحياة، ونتاج التعامل مع الأطفال في بيئات وثقافات اجتماعية مختلفة.
يتناول تلك الحقائق كتاب"ابنك على ما تربيه" للكاتب"محمود الشريف"، وهو كتاب لا غنى عنه، للآباء والأمهات الذين ينتظرون قدوم طفل لأول مرة، أو حتى لديهم"أطفال حاليين، حتى يحصلوا على الذرية الصالحة التي يتمنونها.
- القاعدة الأولى والثانية والثالثة"قبل مقدم الطفل":
تتلخص القواعد الثلاث الأولى في الأسس العامة التي يجب على الوالدين معرفتها قبل قدوم الطفل، والواجبات النفسية والتربوية تجاهه ، إلى جانب"الاستعدادات المادية"، وهى أن "التربية رحلة وعى ونضج وحب ومسئولية منهجها الاتفاق بين الوالدين والاستقرار والتوازن"ومعرفة الأدوار، وأن "التربية رحلة تبدأ قبل الميلاد"، وأن"التربية منهج واضح الأسس والقواعد"، ولا تتم بصورة عشوائية، ويجب على الوالدين صنع قواعدهم التربوية التي تكون في صالح الطفل.
- القاعدة الرابعة والخامسة"معاملة الطفل كإنسان":
تؤصل تلك القاعدتين لأسس التعامل مع الطفل كإنسان وتوجهه تجاه نفسه، وبناء العلاقة السوية بينه وبين والديه منذ بداية حياته، وهما أن"الطفل لديه مشاعر وأحاسيس فيجب أن تعامله باحترام"، وأن"الحب غير المشروط للأطفال، لا يعني التدليل الزائد".
- القاعدة السادسة والسابعة والثامنة"توقعات الآباء من أطفالهم":
تتناول تلك القواعد الثلاث معايير السلوك المقبولة عند الآباء وتوقعاتهم من أطفالهم، وكيف تكون تلك التوقعات واقعية، وكيف يساعدون أطفالهم على النجاح، وهى أن النجاح ميزة يحب أن يحصدها الآباء من أطفالهم، فاجعل النجاح ممكنًا لهم "، و أن"تشجيع الطفل على النجاح والتميز، لا يأتي بالمقارنة بينه وبين أقرانه، و أن"معايير التصرفات الصحيحة للطفل تقاس بالقيم الأخلاقية وليس بتطبيق القوانين والقواعد فقط".
- القاعدة التاسعة والعاشرة والحادية عشرة" أساليب تربوية عامة خاطئة من الآباء":
توضح تلك القواعد الثلاث، ثلاثة أساليب تربوية عامة شائعة، يواجه بها الآباء تصرفات أبنائهم غير المقبولة، وكيفية استبدالها بطريقة صحية، وهى أن"المنع ليس حلًا، لا تنه عن شيء إلا عند الضرورة"، "كل المفروض مرفوض، حاول إقناع طفلك ولا تفرض عليه، "توقف عن إزاحة العنف وتعلم إدارة الغضب".
- القاعدة الثانية عشرة والثالثة عشرة والرابعة عشرة:"الأسرار وراء سلوكيات الأطفال غير المقبولة":
توضح تلك القواعد الثلاث بعض الأسرار للآباء والأمهات عن سلوكيات أطفالهم غير المقبولة،وكيفية التعامل معها وهى أن"الفضول وحب الاكتشاف وراء الكثير من السلوكيات السيئة للأطفال"، "العقاب للمجرمين، وأن الأطفال لا يرتكبون جرائم"، "الأطفال يقلدون جميع سلوكيات آبائهم، فلا تورث سلوكياتك السيئة لأبنائك"
- القاعدة من الخامسة عشرة إلى الثانية والعشرون"أساليب عامة صحيحة لتشكيل شخصية الطفل بطريقة سوية على المستوى البدني والنفسي والعقلي والاجتماعي":
تؤصل تلك القواعد لمباديء عامة هامة في تشكيل شخصية الأطفال، وتشكيل معتقداتهم وآرائهم عن الحياة، وتشكيل توجهاتهم حيث أن الطفل يُولد صفحة بيضاء، ويتشكل أول ما يتشكل من الوالدين، وتؤثر عوامل التشكيل تلك ومعتقدات الأطفال على توجهاتهم في الحياة عند الكبر وتلك القواعد هى:
إن"الاضطراب الأسري يؤدي إلى نمو غير سوي لأبنائك، لا تقحمهم في مشاكلك الزوجية"، "العقل السليم في الجسم السليم، أطعم جسده لتوقظ عقله"، "إدارة الأموال تبدأ من الطفولة علم طفلك سياسة الانفاق والادخار"، "لكل سؤال جواب، والتحدي في الإبداع لخلق إجابات لأسئلة الأطفال"، "المعرفة الجنسية تشكل الهوية للطفل، لا تتردد في الإجابة عن أسئلة طفلك المحرجة"،"التغافل من شيم الكرام، تغافل ولا تغفل"،"البيئة الأسرية من أهم العوامل المؤثرة على شخصية طفلك، فاصنع لطفلك قدوة"، "كن واعيًا للظروف التي تمر بها الأسرة، ابن لطفلك بيتًا آمنًا".
- القاعدة الثالثة والعشرون والرابعة والعشرون"توضح دور مؤسسات التعليم في تشكيل شخصية الطفل":
تؤصل تلك القاعدتين لدور مؤسسات التعليم في تشكيل شخصية الطفل، وواجب الآباء تجاهها، وهما أن"أماكن التعليم، كن واعيًا بدور المؤسسات التربوية وتأثيرها على ابنك"، "النجاح الدراسي، احذر من صنع طبيب قاتل"
- القاعدة الخامسة والعشرون"العسل المُر..أصلح ما أفسده فرط الحب":
تؤصل تلك القاعدة لمبدأ هام ورئيسي في التربية المتوازنة للأطفال، وهى كيفية إعطائهم الحب والقبول بشكل صحي، حيث أن التربية السليمة تقوم على أساس من الحب للأطفال، مع عدم التدليل الزائد.
- القاعدة من السادسة والعشرون وحتى الثلاثون"أشهر المشكلات السلوكية للأطفال، وكيفية التعامل معها بصورة صحيحة":
توضح تلك القواعد الثلاث بعض المشكلات السلوكية الشائعة عند الأطفال، وكيفية التعامل معها بصورة سليمة ودور الوالدين فيها وهى مشكلات"العناد، الغيرة، العصبية، الكذب- السرقة عند الأطفال".
أخيرا أعلم جيدا أنك تصنع طفلك، وأنت من تقوم ببنائه، وأنت الأجدر والأعلم بظروف بيئتك، ومحيطك، وأنت من تستطيع تطويع تلك القواعد وتطبيقها بما يلائم ظروفك وحاجات ابنك وشخصيته؛ حتى تستطيع المحافظة على الأمانة التي أعطاك الله إياها، وتشكيلها بصورة سليمة، وفي النهاية لا توجد قواعد"جامدة" و"ثابتة" للتربية وإنما هى أسس عامة وخارطة طريق لتوضيح ما يخفى علينا من طبيعة الأطفال، والحقائق حول سلوكياتهم.