7 أخطاء تربوية تشكل فكرة الطفل عن الزواج

التربية رحلة ممتدة وهامة، تتشكل فيها شخصية الأطفال تبعًا لطريقة تعاملنا معهم، وتبعًا لما يكتسبوه من الآباء والأمهات من قيم ومعتقدات، وأحد هذه الجوانب الهامة هى "العلاقة الزوجية"، فقد يظن البعض أن العلاقة بين الزوج والزوجة والخلافات بينهما، لا تؤثر على الأطفال، أو لا تشكل قيمهم ونظرتهم للزواج، وموقفهم تجاه الجنس الآخر، واستقرارهم وأمانهم النفسي في دخول العلاقات العاطفية في المستقبل، وهذا خطأ آخر، لهذا في هذا المقال سوف نلقي الضوء على أخطاء تربوية يقع فيها الأزواج وتشكل نظرة أطفالهم عن الزواج والحياة الزوجية، حتى نحاول تجنبها قدر الإمكان ونتعامل بتحضر ورقى مع بعضنا، ونراعي "البناء النفسي" الهش لأطفالنا، ونحافظ على أمانهم النفسي.

1-    خطأ الشكوى من الأم لابنتها عن زوجها:

هناك خطأ شائع ومتكرر لدى الكثير من الأمهات، وهى أن تقوم الأم في اعتقادها أنها تقيم علاقة صداقة مع ابنتها، وتقوم بتوعيتها حتى تكتسب ثقتها، بأن تحكي لها أسرارها الزوجية مع والد ابنتها، ومشاكلها ومتاعبها معه، حتى اضطهاده لها في "العلاقة الخاصة"، وتكرر على مسامعها، جميع الرجال سيئون، جميع الرجال يضطهدون المرأة، وأن الزواج مقبرة لها، وكذلك في إطلاعها على تفاصيل خلافات الأب والأم، وسعيها لفض النزاعات بينهم من صغرها، فتنشأ الابنة على كراهية الزواج والرجال وتتشكل معتقدات خاطئة لديها تجاههم، تصيب حياتها العاطفية في مقتل حينما تكبر.

فإما أنها تقوم باختيار سيء في الزواج يعاملها معاملة غير محترمة، فتكرر نفس سيناريو الفشل لعلاقة والدها ووالدتها، أو تمتنع عن الزواج وتكره الرجال وكلما يتقدم لها عريس تصيبها العصبية والرفض، و حتى إذا تزوجت تتعامل مع زوجها بطريقة خاطئة وتفتعل المشكلات معه حتى تصل العلاقة إلى الطلاق في النهاية، لأنها تخزن بداخلها الكثير من الأفكار والمعتقدات والمخاوف التي تكون هى نفسها غير واعية بها أحيانًا وتدفعها لحافة الهاوية.

2-    خطأ عدم احترام الزوج لزوجته أمام ابنه:

من الأخطاء الشائعة كذلك في العلاقة الزوجية، هو عدم احترام الزوج لزوجته أمام ابنهما، فيقلل منها ويقوم بسبها وضربها، فينشأ الطفل على عدم احترامها ومعتقد أن "المرأة" يجب أن تهان وأنها شيء ناقص، وكذلك عدم إعطاء العاطفة من الأب للأم، كل ذلك يجعل هذا الطفل، لا يحترم والدته كأنثى أولًا، ويحتقر جميع الإناث، وفي سلطتها عليه كأم ثانيًا ويتطاول عليها، وكذلك مع زوجته في المستقبل فلا يحترمها ويقوم بضربها عند أى خلاف، ويقول لها"والدتي كانت تضرب لستي بأفضل منها"، ويكون حضوره باهت مع مع زوجته وأطفاله  في بيته، ويبتعد عنهم نفسيًا.

3-    خطأ الخلافات الزوجية المتكررة أمام الأطفال:

تؤدي الخلافات الزوجية المتكررة أمام الأطفال، ومشاهد العنف والضرب إلى تهديد أمانهم النفسي وتكوين معتقدات خاطئة عن الزواج والحب والحياة عند كل من الذكر والأنثى، والنزوح خارج الأسرة بحثًا عن الأمان وكذلك، الخوف من الزواج في المستقبل وتكرار نفس السيناريو الفاشل في علاقة"الأم والأب"، فيؤدي إلى عزوفهم عنه.

أو حتى تحت ضغط الأهل، يقوموا باختيارات خاطئة على مستوى العقل اللاواعي لديهم، ويختاروا أشخاصا "غير متاحين" عاطفيًا، بمعنى أنهم يظهرون على السطح رغبتهم في الارتباط، ولكنهم في مرحلة ما من العلاقة يقومون بالتراجع، وإبعاد شريكهم نفسيًا عنهم، ويعتقدون أن كل الظروف ضدهم وأن الأهل هم من يعارضون زواجهم، حتى لا تظهر مسئوليتهم ويتم إعفائهم من اللوم، وكل ذلك يتم بشكل غير واعي لديهم، نتيجة خبرات الطفولة المتراكمة داخلهم.

4-    خطأ الشكوى من الأم من مشاكلها مع زوجها أمام طفلتها:

أحيانًا تقوم الأم بغير "وعى" أو قصد منها بالشكوى لأحد الأطراف الخارجية من زوجها، حتى وإن كانت والدتها أمام ابنتها ظنًا منها أنها طفلة ولن تفهم، فتقوم بتعداد مساوئه فيترسخ لدى الابنة معتقدات سيئة تجاه والدها أولًا تؤثر على علاقتها به، ومعتقدات سيئة عن الرجال والزواج ثانيًا تقودها لرفض الزواج في المستقبل، والهروب منه وكراهية جميع الرجال.

5-    خطأ انتقاد الزوج والزوجة لبعضهما أمام الأطفال:

يُحدث أحيانًا أن يقوم الزوج والزوجة بالسخرية من بعضهما أمام الأطفال، وتوجيه كلمات لاذعة للطرف الآخر والتقليل منه، فيشب الأطفال ذكور وإناث على عدم احترام الأب والأم كأباء وأمهات لهم أولًا ويفتقدوا "القدوة" فيهم، وكذلك على انتقاد الناس بصفة عامة وانتقاصهم والتقليل من شأنهم في المستقبل، وبخاصة مع شريك الحياة.

6-    خطأ تصوير الأب لطفله أن والدته قامت بالتخلي عنه:

يقوم الأب في بعض الأحيان عند انفصاله عن زوجته ببث المعتقدات الخاطئة في نفس طفله، أن والدته قامت بالتخلي عنه، حتى وإن كان هو من قام بأخذه منها سواء كان صغيرًا أو عند بلوغه سن الحضانة للأب، فيقول له أنها تركته وأنها تكرهه وأنها خائنة......الخ، فيتشكل لدى الطفل معتقدات خاطئة تجاه الجنس الآخر عامة وأنهم "خائنين ومخادعين"، فلا يثق في أنثى أبدًا حينما يكبر، ويعامل زوجته أسوأ معاملة ويتسلط عليها وعلى ابنته كذلك.

7-    خطأ استخدام الأطفال كوسائل لتصفية الحسابات مع الطرف الآخر:

يحدث كثيرًا، إساءة استعمال الأطفال مع الأسف الشديد في الانتقام من الطرف الآخر حال"الانفصال" وتصفية الخلافات معه، واستخدامهم كورقة ضغط لإذلاله، وإجباره على تقديم تنازلات، فتتشوه نفسية الأطفال ويتزلزل بنائهم النفسي، وتصيبهم العقد والأمراض النفسية ويصيروا شخصيات مشوهة، لديهم معتقدات خاطئة عن الحياة والزواج والمشاكل والخلافات الأسرية.

 الأطفال أمانة سنحاسب عليها أمام الله عزوجل، وتشكيلهم مسئوليتنا، وجميع ما يحدث داخل الأسرة يؤثر عليهم، لذا علينا الاجتهاد والسعى لابقائهم بعيدًا قدر الإمكان عن خلافاتنا الزوجية، وتشكيل معتقدات إيجابية لديهم.