هل تعطي لطفلك كل حقوقه؟

حياة الأبناء لا تقتصر على رعايتهم وتوفير المأكل والمشرب والملبس لهم فقط، فهم أيضًا مثل الكبار لهم احتياجات ولهم حقوق يجب إدراكها وتلبيتها حتى يتربون وينشأون نشأة سوية وصالحة.

وتتمثل أبسط حقوق الأبناء في الآتي:

-       التكوين السليم:

بداية من حمل الأم بطفلها، فما تتعرض له الأم يتعرض له الجنين، لذلك يجب أن تكون حالة الأم النفسية والصحية سليمة، فتتغذى تغذية سليمة وتكون العلاقة بينها وبين زوجها طيبة وصحية لأن هذه العلاقة سوف تأثر على حالتها النفسية وبالتالي سوف تثر على تكوين الطفل في بطنها.

-       التسمية الحسنة:

قم باختيار اسم طيب وحسن لطفلك، لأن هذا الاسم سوف يلازمه طوال حياته، وليس للطفل ذنب في أن يُسمى على اسم أحد لمجرد العادات والتقاليد، فقد يتم تسميته باسم يعرضه للتنمر طوال عمره ويؤثر على حالته النفسية عندما يكبر.

-       النفقة:

واجب النفقة عليهم، فلا تبخل على أبنائك ولا تتهرب من مسئولية نفقتهم، قال الله تعالى:{وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 233]، ولا تجعلهم ينظرون إلى ما في يد غيرهم ولكن حسب ظروف حياتك.

-       الرعاية:

وتشمل كل أمور الحياة من أكل وشرب وملبس، ومعاملة طيبة واهتمام وحب، وتوفير الراحة لهم وتلبية احتياجاتهم.

-       التعامل بلطف:

المعاملة الطيبة والحسنة معهم والتقرب منهم ومعرفة احتياجاتهم وتلبيتها لهم قدر الإمكان، فالأطفال في حاجة إلى الشعور بالحب والدفء والأمان أيضًا، ويجب على كل من الأب والأم المشاركة في احتواء الأبناء.

-       التعلم:

 من حق كل طفل أن يتعلم وينمي تفكيره ويتواصل مع أصدقائه ليتبادل معهم الأفكار، فلا تحرموا أطفالكم من التعليم بأي صورة، وساعدوهم في مذاكرة دروسهم دون تذمر أو تهديد بالعقاب إن لم يقوموا بتأدية واجبتهم، لأنهم بحاجة إلى المساعدة والمشاركة.

-       التربية:

علموا أبنائكم المبادئ والقيم والتربية على الدين والأخلاق، وكونوا قدوة لهم في الأفعال والأقوال، وربوهم على الفضائل والبعد عن الرذائل، قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع"رواه أبو داود.

-       الوقت:

أبنائكم لهم حق أيضًا في وقتكم، فخصصوا لهم جزءًا من هذا الوقت لتشاركوهم أفكارهم وألعابهم وأحوالهم، وساعدوهم في اكتشاف مواهبهم ومهاراتهم لتنميتها وتطويرها.

-       الخصوصية:

لهم حق احترام الخصوصية، فلا تتسلطوا على حياتهم بالأوامر والتدخل طوال الوقت في اختياراتهم وشئونهم، وراقبوهم من بعيد رقابة تجعلهم يثقون بأنفسهم ويخافون الله تعالى أولًا قبل أي شيء آخر.

-       الحماية:

احموا أطفالكم من الأذية ولا تسمحوا لأحد بأن يأذيهم بالقول أو الفعل أو يقوم بمعاقبتهم لأي سبب، لأن هذه الأشياء تؤثر على نفسية الطفل، فهو بحاجة إلى أن يشعر بالأمان من خلال والديه لأنهم مصدر حمايته الأول، وأنت من تختار الطريقة التي يتعامل بها الناس مع أبنائك من خلال ما تفعله لهم أمام  الناس.

-       الاهتمام:

كونوا مع أبنائكم قلبًا وقالبًا وابحثوا عن الأشياء التي تفرحهم وتدخل السرور إلى قلبهم وافعلوها لهم، واحرصوا على الاهتمام والشعور بمشاعر حزنهم فلا تقللوا من هذه المشاعر أبدًا مهما كانت تافهة بالنسبة إليكم، وشاركوهم وفكروا معهم بصوتهم وتفكيرهم هم.

-       تجنب المشاعر السلبية:

احذروا انتقال مشاعركم السلبية إلى أبنائكم، فقد أثبتت بعض الدراسات أن المشاعر السلبية والقلق النفسي ينتقل من الأب إلى ابنه بصورة وراثية.

 

وأخيرًا يمكن أن نقول: لكي يتربى وينشأ الأولاد نشأة سليمة تجعلهم أسوياء نفسيًا وصحيًا، فهذه النشأة تنتج عن دور كل من الأب والأم في معرفة وإعطاء الأبناء حقوقهم أولًا، ثم توفير علاقة سليمة بين الآباء فهي تؤثر بكشل كبير على حياة الأبناء، لذلك يجب أن يكون بين الأب والأم علاقة قائمة على المودة والرحمة والإحترام، لأن كل خطوة وكل فعل منهم هو المؤثر الأول على حياة الأبناء.