كيف تحبب طفلك في القراءة ؟
إذا أردنا أن نرقى بأنفسنا ومجتمعاتنا لكي تحيا وترقى الأمم العربية من جديد، ونستطيع أن نبني حضارة كاملة لمستقبل باهر، فلا بد أن نرقى بفكرنا ونطور أنفسنا ونبني عقولنا بالمعرفة والوعي والثقافة وكل ذلك يبدأ "بالقراءة"، وإن لم نكن نُدرك فضل وأهمية القراءة فيجب أن يتذكر كل فرد أننا في الأصل "أمة اقرأ".
وأول آية نزلت في القرآن الكريم على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هي قول الله تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" سورة العلق، وإن دلت الآيات الكريمة على شيء فإنها تدل على فضل وعظمة وأهمية القراءة، وحتى إن بحثنا وتأملنا في أهمية القراءة على مدى الزمان وفي كل دول العالم وبين كل عربي وأعجمي سوف نجد أن حضارة وهوية كل مكان كان أساس بنائها القراءة، فهي مفتاح للعقول ومنارة للفكر وصحة للنفس وبها ترقى النفوس، فكل أم قائدة هي في أصلها أمة قارئة.
القراءة حق للجميع
القراءة هي حق لكل كبير وصغير ولكل رجل وأنثى هي حق للجميع، ولا يمكن اختزالها أو جعلها قاصرة على شخص بعينه، فيجب أن يقرأ الجميع، ويجب أن تعود القراءة لسابق عهدها فقد كانت وسيلة ومُتعة كل المفكرين والمبدعين ورجال الأعمال والعلماء ولم يصل أحدهم إلى مكانته إلا بها، لذلك علينا أن نُعيد للقراءة عهدها ومجدها بإحياءها في أنفسنا وعقولنا وتعليمها وتحبيبها لكل الأجيال القادمة منذ نعومة أظافرهم.
لماذا يجب أن تُحبب طفلك في القراءة؟
القراءة من الأنشطة المهمة جدًا والمفيدة لكل كبير وصغير، وعندما يبدأ بها ويتعود عليها ويحبها الطفل منذ الصغر فبالتأكيد ستكون الفائدة أكبر وأدق وأفضل عند الكبر، فالقراءة لا تتمثل في الفائدة العلمية فقط، ولكنها توسع مدارك العقل وتنشط الذهن وتعمل على تطوير الذات ولها عديد من الفوائد الأخرى والتي منها:
- القراءة هي عينًا يمكنك أن ترى العالم من خلالها.
- تساعد على تعزيز المفردات اللغوية واكتساب المزيد من المعرفة والمعلومات.
- القراءة في حد ذاتها مُتعة تأخذك إلى عوالم أخرى.
- تعمل على تحسين الحالة المزاجية وتقليل التوتر والضغط.
- تطوير المهارات الإبداعية، كتطوير الكتابة والخيال.
- كنز لتقوية الذاكرة وتحفيزها.
- الشغف للبحث عن المزيد من المعرفة وبالتالي اكتساب فائدة أكبر.
- القراءة تنمي القدرة على الاتصال مع الآخرين وقراءة أفكارهم وتحليلها ومناقشة وتبادل الآراء معهم، كتاب صناعة الثقافة.
- القراءة رياضة نفسية تُكوّن الإحساس بالأنس والمتعة وأثبتت الدراسات أن القراءة مريحة للأعصاب، كتاب صناعة الثقافة.
- القراءة عبادة وتكريم للإنسان وسبب لإمتلاك البصيرة وتهذيب النفس وباب للإبداع وتنمية العقل وتوسيع المدارك، كتاب صناعة الثقافة.
- القراءة هي وسيلة المعرفة والفَهم والتقدم والتطوير التي تساعد في الارتقاء بأفضل المناصب والوظائف.
كيف تشجع طفلك على القراءة؟
فوائد القراءة ليس لها حدود ولا يمكن حصرها في بعض السطور، حتى أن هذه الفوائد لا تقتصر على الوقت الراهن للقراءة فهناك العديد من الفوائد الأخرى التي تظهر في مستقبل كل طفل قارئ، فهي ستساعده عندما يكبر على الثقة بالنفس وتحقيق الذات والقدرة على النجاح والتطوير وتحقيق الأهداف والقدرة على التواصل الفعال في المجتمع وفهم القضايا والأوضاع التي تحدث.
ولهذا نقدم لكم طرق لترغيب وتشجيع الطفل على القراءة:
- قدم لطفلك القصص كهدايا، ثم ابدأ في تقديم الكتب الأكثر قيمة، حتى يكون لديه الشغف في انتظار كل كتاب جديد.
- اجعل هناك وقت محدد ولو نصف ساعة كل يوم للقراءة مع طفلك حتى يعتاد الأمر بدون إكراه أو ملل.
- اختار مع طفلك الكتب المختلفة المجالات والتي يحبها هو، فذلك سوف يُحفزه أكثر للبحث عن المزيد.
- شجع طفلك على القراءة وقم بدعمه وساعده على تعلم مفردات جديدة من الكتب التي تقرأها معه.
- يمكن أن تحفز الطفل من خلال التسابق معه أو مع أحد أخوته لإنهاء كتاب معين ثم يقوم هو بعرض وشرح الكتاب الذي أنهاه.
قالوا عن القراءة
إن تحدثنا في كل ما قيل في القراءة عن عظمتها وأهميتها، فلن ينتهي الحديث، ولكن جمعنا لكم بعض هذه الأقوال التي تدل على عظمة القراءة والتي قالها أعظم المفكرين والمبدعين:
- "ما أعظمَ الكتاب إنه عصارة الفكر ونتاج العلم وخلاصة الفهم ودوحة التجارب وهو عطية القرائح وثمرة العبقريات" تريستان.
- "وما نعرف شيئاً يحقق للإنسان تفكيره وتعبيره ومدنيته كالقراءة فهي تصور التفكير على أنه أصل لكل ما يقرأ" الأديب طه حسين.
- " القراءة تضيف إلى عمر الإنسان أعماراً أخرى" عباس محمود العقاد.
- "إن الكتاب يُقرأ بكل مكان ويظهر ما فيه على كل لسان ويوجد مع كل زمان وقد يذهب الحكيم وتبقى كتبه ويذهب العقل ويبقى أثره" الجاحظ.
- "عندما أقرأ كتابًا للمرة الأولى أشعر أني قد كسبت صديقًا جديديًا، وعندما أقرأه للمرة الثانية أشعر أني ألتقي صديقًا قديمًا" أوليفر سميث.