كيف يعبر طفلك عن مشاعره ؟
كل إنسان يُعبر عن نفسه بأسلوب وطريقة خاصة عن غيره، وذلك بسبب الفروق الفردية بين الأفراد، ويمكن أن يرجع اختلاف هذه الفروق بسبب الاختلافات العمرية أو الجنسية أو العقلية، فلكل شخص تركيبته وأفكاره الخاصة التي قد تتشابه أو تختلف مع غيره، وإن تحدثنا بشكل خاص عن الأطفال، فنجد الاختلاف في طريقة تعبيرهم عن أنفسهم أكثر وضوحًا في أفعالهم وانفعالاتهم، وقد تتأثر طريقة تعبيرهم بالبيئة المحيطة بهم، فنجد أن بعض الأهالي يهملون مشاعر أبنائهم، وبعضهم يحاولون فهمها كي يقدرون على التعامل بشكل صحيح معها، والبعض الآخر قد يعاقب أطفاله على طريقته في إظهار مشاعره.
كيف يعبر الأطفال عن أنفسهم؟
لا بد أن يُدرك الآباء والأمهات، أن الأطفال يختلفون في التعبير عن حاجاتهم ومشاعرهم عن الكبار، ففي المراحل الأولى من عمر الطفل غالبًا ما يكون هذا التعبير عن النفس بسبب غضب أو سعادة أو خوف أو قلق، حسب الحالة التي يمر بها الطفل، فتجده يُعبر عن نفسه بالبكاء مرة وبالضحك مرة أخرى، وقد تكون هذه هي طريقته الوحيدة في إخراج طاقته ومشاعره للتعبير عنها، ومنعه وكبته منها قد يؤثر على حالته النفسية بالسلب.
لذلك إذا كان طفلك يعبر عن نفسه بفعل هذه الأشياء فلا تمنعه من فعلها:
- البكاء: حاجة الطفل للبكاء غالبًا ما تكون للتعبير عن خوفه أو غضبه، فاترك له مساحته ليعبر عن نفسه بطريقته وحاول أن تظهر له أنك تهتم حتى يخبرك بنفسه ما السبب خلف هذا البكاء.
- الضحك:عندما يضحك طفلك بدون أسباب فلا داعي لتوبيخه لأن الضحك أحيانًا لا يمكن السيطرة عليه، وقد يكون هذه الضحك إخراج طاقة للطفل.
- الاهتمام بأمور معينة: لا تقلل من شأن اهتمامات طفلك، بل ساعده على تطوير وتنمية هذه الاهتمامات، حتى وإن كنت ترى أن هناك أمور أخرى أفضل يجب أن يهتم بها، فلا تمنعه مما يحب هو.
- التعبير بكلامه: لا تمنع طفلك من التعبير عن رأيه ومشاركته، بل ساعده في التعبير بحرية واستمع إلى آراءه حتى تزداد ثقته بنفسه.
ما الذي يجعل الطفل يعجز عن التعبير بمشاعره؟
في كل مرحلة من المراحل التي يمر بها الطفل، يعبر عن نفسه وعن مشاعره بطريقة مختلفه، وأصعب مرحلة من مراحل التعبير عن النفس عند الطفل هي من سن سنتين إلى سن ست سنوات، ففي هذه المرحلة يعبر الطفل عن مشاعره بالبكاء أو بالغصب أو بالضحك أو العصبية، وفي هذا الوقت يجب على الآباء التعامل بحكمة وعدم الغضب أو الإنفعال على الطفل حتى لا تعيق التعبير عن مشاعره.
وإليكم بعض الأسباب التي قد تعيق الطفل في تعبيره عن مشاعره:
- عدم فهم الطفل للطريقة الصحيحة أو عدم معرفته للكلمات التي يمكن أن يعبر بها عن مشاعره.
- التردد والخوف من العقاب بسبب غضب الوالدين وتوبيخهم أو ضربهم له.
- خوف الطفل من حدوث المشاكل بين أمه وأبيه بسببه.
- ظن الطفل أن التعبير عن مشاعره لن يغير شيء فهو يظن أنه غير مهم بالنسبة لأهله.
- شعور الطفل بأن الوالدين سوف يلبون له ما يحتاج وسيفهمون مشاعره دون أن يعبر عنها.
- عدم تشجيع الطفل من بداية عمره للتعبير عن مشاعره.
كيف يؤثر كبت المشاعر على الطفل؟
قد يقوم الأب أو الأم بردود أفعال لا يدركون خطورتها على الأطفال، فعندما يعبر الطفل عن مشاعره أو احتياجاته بالغضب أو بالبكاء أو حتى بالضحك، فما نجده من معظم الآباء والأمهات هو إجبار الطفل على التوقف عن البكاء أو الضحك، فمثلًا تجد الأم تطلب من الطفل التوقف عن البكاء أو التوقف عن الضحك، وأحيانًا تهدد الطفل بالعقاب إن لم يسكت، وعلى ذلك يكتم الطفل مشاعره بداخله خوفًا من العقاب أو خوفًا من رد فعل أمه وأبيه، فيتولد بداخل الطفل بعض التأثيرات السلبية.
من ضمن الأشياء التي قد تحدث لطفلك بسبب إجباره على كبت مشاعره المشاكل الآتية:
1- زيادة مشاعر الخوف والقلق عند الطفل.
2- حدوث بعض المشكلات السلوكية للطفل.
3- شعور الطفل بأنه شخص لا يستحق الإهتمام.
4- قد يحدث للطفل تتضارب في المشاعر.
5- التأثير بالسلب على صحة الطفل النفسية والصحية.
6- اهتزاز ثقة الطفل بنفسه.
7- الشعور بالإحباط واليأس.
8- تجنب التواصل مع الآخرين وعدم التكيف معهم.
كيف أتعامل مع مشاعر طفلي؟
طفلك سوف يختلف معك كثيرًا في بعض الأشياء فلا تُحجر على تفكيره وأسلوبه ، لأنه في النهاية مجرد طفل لا يفهم ما تفهمه أنت كشخص كبير وراشد ولن يفعل ما تريده طوال الوقت، بل يجب أن تُحفزه وتساعده في إخراج طاقته ومشاعره والتعبير عنها بالطريقة التي يحب وتناسب حاجته وتُعبر عنه، لأن مساعدة الطفل في التعبير عن مشاعره تجعله متوازن وسوي نفسيًا وصحيًا.
ويمكن مساعدة الطفل في التعبير عن مشاعره من خلال الآتي:
1- أصعب مرحلة من مراحل التعبير عن النفس عند الطفل هي من سن سنتين إلى سن ست سنوات، ففي هذه المرحلة يعبر الطفل عن مشاعره بالبكاء أو بالغصب أو بالضحك أو العصبية، وفي هذا الوقت يجب على الآباء التعامل بحكمة وعدم الغضب أو الإنفعال على الطفل.
2- حاول أن تفهم وتعرف احتياجات طفلك، هذه الطريقة سوف تُسهل عليك فهم مشاعره، ويكون ذلك عن طريق الاستماع إلى الطفل واحتوائه حتى يشعر بالاهتمام، ثم حاول أن تسأله بماذا يشعر وماذا يريد.
3- اشرح لطفلك أساليب التعبير عن المشاعر من خلال مشاركته في بعض الألعاب، مثل لعبة تعبيرات الوجه، فتعبر عن شكل الحزن له برسم صورة شخص حزين، أو غضبان، أو تقوم أنت بنفسك التعبير بوجهك ويقوم طفلك بتقليدك، يمكن أيضًا بعد ذلك أن تلعب معه لعبة تخمين المشاعر فتقوم أنت برسم تعبير معين ويخمن هو ما نوع هذه المشاعر فرح أم حزن أم غضب، وهناك الكثير من الألعاب والقصص التي يمكن من خلالها تدريب وتعويد طفلك عليها لإخراج مشاعره بطريقة صحيحة.
4- اخبر طفلك بمشاعرك، حتى يستطيع التعبير عن مشاعره بطريقة صحيحة، اشرح له أنك تغضب من أمر معين، وتحزن بسبب أمر آخر، وتضحك بسبب موقف ما، بعد ذلك ستجده بالتدريج مع كبر سنه يحاول أن يُعبر عن مشاعره دون بكاء أو صراخ أو غضب وفي نفس الوقت لن يحتاج إلى كبت هذه المشاعر لأنه لن يكون خائف منك.
5- في سنوات ما قبل المدرسة يبدأ الطفل في الإدراك عن السنوات الأولى في مهده، وفي هذه المرحلة قم بتعليم طفلك التعبير عن مشاعره بالكلام، فعندما يكون حزين يقول أنا حزين، وعندما يكون سعيد يقول أنا سعيد، وعندما يكون غضبان يقول أنا غضبان وهكذا.
6- شجع طفلك عندما يقوم بالتعبير عن حالته ومشاعره، فمثلًا قُل له : أنا أحييك على طريقتك وأسلوبك في إخباري بحزنك أو بغضبك، فهذا الأسلوب سوف يعزز بداخله التعبير عن مشاعره بطريقة صحيحة.
7- تعليم الطفل في عدم الوقوع في الخطأ مرة أخرى من خلال تعبيره عن مشاعره، فمثلًا عندما بتلفظ بلفظ سيء وهو غضبان أو يكسر شيء ما، فعند التعامل معه أخبره بأن الغضب تسبب في فعل شيء خاطئ، واشرح له بطريقة تحتويه حتى لا يخاف أنه يمكن أن يعبر عن هذا الغضب بطريقة أخرى صحيحة حتى لا يقع في هذا الخطأ مرة أخرى.
حاول أن تفهم مشاعر طفلك وتتعامل معها بشكل سليم حتى يستطيع التعبير عن نفسه وعن مشاعره دون خوف أو قلق فينتج عن ذلك تربية طفل متزن وسوي نفسيًا وصحيًا.